أيُهآ آلمآضَيْ " كَشْ مِلكْ "

كُنت غارقه في ذلك الفستان الأسود ,,

الذي كان يُمثل غموضي , مرحي , حزني , بساطتي

و ايضاً يخفي شيئا من أسراري العتيقه ..

ارقُص على موسيقى تلك الحفله التي جمعتني بالماضي و الحاضر معاً ,,

ارى وجوهاً تتفقدني من رأسي لأخمص قدماي ,, 

و كأنهم يبحثون عن تلك الطفله التي كانت تلعب بالطين ,,

مُقارنين بين أخر مشهداً رأوني فيه

 و بين ذلك الشخص الذي غلف نفسه بذلك الفستان الاسود ..

قالت لي أُمي : عادي عندك تسلمين على الماضي..؟؟

قُلت بمرح وحماس : ايه يمه ميخالف .. ^^"

 

آتى الماضي بخطوات صغيره وكأنه خائف , متسآئلاً " كيف ستكون تلك الطفله "

كيف ستكون بعد 11 سنه من اختفائها ..

رحُت راكضه و بحماس وقفت أمامه .. رفعت يدي لأصافحه ..

قبلت راسه ..

 

كان يتهرب من النظر ألي , ويتصفحني و يتعلي وجهه ابتسامه صغيره اجهل معناها ..

تجمهر الصغأر و ألكبار حولنا و كانهم يرون قصه دراميه أصآبتهم تُخمه من انتظار نهايتها ,,
كان يجول ناظريه حول المكان ويعاود النظر الي بتمعن

 و كانه يقول " كم كبرتي , او بالاصح متى كبرتي , هل اغفلت عنكِ كثيراً "

كان يتصفح ابتسامتي و يستغرب وجودها

 ربما لانه توقع مني ان اكون جافه جداً بينما وجد العكس تماما ..

نظراته , ابتسامته الخفيفه التي تكاد ان تزول , تجاعيد يديه و وجهه

 كانت تخبراني " اني شخص لم يتمنى ابداً ان يراني "

 

لا اعلم لما كانت رؤيته لي تذكره بذلك الماضي الذي دمرنا ,

و كان وجهي تذكرة طيران مؤلمه لذاكرته ,,

وقف طويلاً , و كانه يشعر بان هذه الدقائق اطول دقائق عاشها في حياته ..

و كأنني لقمه وقفت في حلقه و لا يكاد ان يبتلعها ,,

فجاءه انسحب مطأطىء راسه للارض و كانني افسدت عليه يومه

 او ربما ايقضت ضميره النائم ,,

لا اعلم لما كنت سعيده برؤيته و كنت اشعر تجاهه بحنان

 لم اشعر من قبل به , فمهما كان شعوره تجآهي فا انا احبه ,,

 

التفتت حولي وكأني استيقضتْ من حُلم و كان الجميع ينتظرون اي كلمات مني ,

 اكتفيت بالابتسام و الصمت الذي اثار فضولهم ,,

و عدتُ راكضه للهرب من تلك المشاعر التي امتلئت بها ,,

أعلم أني ضعيفه أمآم " ألمآضي "

لانه يذكرني بكم كُنت سيئه و بآئسه و مهشمه , و دميه تُحرك حسب رغبه الأخرين ,,

أظلمت آلسمآء و توسط آلقمر أحضآنهآ ,,

و توسطت أبتسآمتي تلك الامُسيه متنآسيه ما حدث في وضح نهآرهآ ,,

حتى أتآني ذلك آلصوت من أنسأنه أعشق روحهآ :

وش رايك نعرف وش بيسوي الثاني لا شآفك ..؟؟

أنآ بضحك : تبين ؟! يالله خل اشوف وش اخرة هالاكشن ^^

لبستُ معطفي لاحتمي من برودة تلك الليله ,

لكني تجآهلت ان اضع قطعه ثلج على قلبي كي لا يُجرح مرة أخرى ,,

خرجتُ من خلف آلباب بنفس تلك الروح والابتسامه

 التي ظللت طوال السنين المآضيه أُربي نفسي عليهآ ..

جآئني مآضي أخر مآضي أحببته بشكل خآص ,,

طبعتُ قبلتي الصغيره على راسه المليء بالشيب ,

واحتضنت يدي يده المتجعده ,,

 

وقف مسمراً متوتراً و علآمات التعجب لم تغأدر وجهه ,,

للاسف لم يعرفني , وانا لم استطيع ان اعرفه على نفسي

 ربما لاني كنت اتصفح ردة فعله  ,,

ترك يدي بسرعه و غادر ,

وقفتُ حائره هل فعلت شيئاً خطأ , هل جرحته بدون قصد ,,

ام انعشت ذاكرته لشيء عاش طويلاً لكي ينسآه ,,

 

فجاءه توقف والتفت الي , ابتسم و عاود الرحيل , وكانه يخبرني انه تذكرني ,

او ربما سعيد برؤيتي , او ربما لا يريد ان يراني مره اخرى ,,

بداء الهواء البارد يُداعب  أطرآف فستاني القصير , احتضنتُ نفسي ,

و ابتسمت له و رفعت يدي ملوحه له شاكره له على تلك الابتسامه ,,

التفتُ حولي لم يكن هناك احد كالمره السآبقة 

 كنت وحدي بسواد فستاني و ظلمه الليل و اكتمال القمر ,,

 

رفعتُ رأسي للسماء و دمعه صغيره شارفت على السقوط وقلت :

" لماذا علي ان اعاقب على شيء لم اقترفه "

 

ابتسمت و سُرت الى تلك الارجوحه جلستُ عليها ممسكه قلبي

 " لا بأس , لآ تتالم , يبدو اني اقترفت بحقك اكبر غلطه "

ايهآ المآضي ربمآ يآتي يوم وتقراء كلمآتي هذه :

أعلم بأني كُنت تذكره ألم بالنسبه لكم ,

و اعلم أني رقصت على قبر جروحكم و رذذتُ الملح عليها ,,

أعلم بأنكم توقعتوا أن تموتوا قبل أن تروني ,

و اعلم بآنكم توقعتوا اني الان فتآة محطمه بسببكم ,,

لكن لم تعلموا انه بسببكم انا الان " اقوى و اسعد فتآة بالعالم "

سُميهَ  .. }

التي تتذكرونها كانت أكبر ضحيه خلفتهآ الظروف و عآشت تحت لعنتهآ سنين طويله ,,

سُميهَ  .. } 

 التي ترونهآ الان هي من صنع نفسهآ فقد كسرت تلك اللعنه وعاشت دآفنه مآضيكم ,,

لكن اليوم يبدوا بأننا التقينآ جميعاً بمقبرة جروحنآ ,

 وبدأنا نحفر بحثاً عن تلك الجثث التي تعيش داخلنآ ,,

 

اكره المآضي و العوده له , لكني لم اكرهكم قطْ , و لا اريدكم ان تنعشوا محبتكم لي ,

و لا اريدكم ان تعتذروا لطفله صغيره سلبوا الكبار منها طفولتها , و لا ان تتهربوا مني ,

لا اريد شيئاً , فقط اريدكم ان لا تنظروا لي بتلك النظرة التي تبين لي

 " كم كنتُ نقطه سوداء بحيآتكم , او تذكرة دخول لعالمكم الاسود "

فا أنآ مجرد ضحيه خلفتموها ورائكم ,,

انا كزهرة نرد تلاعبتم بطفولتها على لوح شطرنج حيآتكم ,

فكلما رميتوني اكثر تظهر كم هي فرصه فوزكم ,

و بالنهايه لم يفوز احداً و كلمه " كش ملك " لم تنطق بها افواهكم ,,

فالنهايه انا من كنت اتالم واعيش اقوى

 لكي لا اتالم مع كل رميه ,,

 

و هذه الليله انا من سيقول لكم " كش ملك "

 فا انا الوحيده التي فُزتُ بسعَآدتيْ خلف نيران حروبكم ,,

عدتُ الى منزلي , فتحت انآرة غرفتي و انا احمل الكثير من السعآده و الحزن معاً

أرتميتُ على سريري لأهرب من عآلمي

النوم مفري الدائم كي لا ارى دموعي و لا القي بالاً  لمشاعري

احتضنت دبدوبي الكبير و نمت بعمق مع دمعه صغيره

سمحتُ لها بالنزول قبل ان تتخلفها دموع اخرى ,,

هكذا كانت امسيتي ألحآفلة ,,

فأيها الماضي قبل أن اُنهي سطوري أحببتُ ان اقول لك :

 " كش ملك "