تذكري أن تُريني ذلك الكُره \\ نُصف أستوآء ..







#آلصفحة آلثآنية :








خرجت من محاضرتي , أحمل بين يدي ذلك الدفتر الذي وضعت فيه الكثير من مخططاتي الكتابيه
و لمحتها من خلف الباب الزجاجي الخارجي للمبنى ..

فتحت الباب و اتجهت اليها , فوجدتها جالسه بهدوء على تلك العتبات ..
و بين يديها كوب قهوة صغير , تحتضن اذانها سماعاتها الصغيره التي لم اراها يوماً بعيدا عنهآ ..
 
جلست بجانبها و نزعت احدى سماعاتها التي تكاد ان تتمزج من صوت الموسيقى الصاخبه كمزاجها ..
 و قلت : 
ماذا تفعلين ؟؟
 
أبتسمت لي و قالت بجرائه : 
اطارح افكاري الغرام !!
ضحكت كثيراً على ردها الجريء والذي قريباً من العفويه : 
و هل ستنجبون اطفالاً لاحقا ؟
انفجرت ضاحكه وقالت بخبث : 
ربما علينا احيانا ان نتقي شر أفكارنا حينما نُطارحها ..
 
انا : 
أووه .. يبدو أنكِ لا تحبين تلك الافكار كثيراً لدرجة أن تتحملين مسؤوليه أطفالك منها ..
هي : 
 أممممم نحن كـ بشريين نعشق انفسنا لكن احيانا نكون ضد افكارنا الجنونيه ..
 
انا : 
احقاً هذا ما يشغل بالك ؟؟
هي : 
لماذا انتي فضولية ؟؟
 
انا تنهدتُ قليلاً و رفعتُ راسي للسماء و قلت : 
 انا املك الكثير من الفراغ لاكون فضوليه تجاه الكثير من الاشياء حولي ..
هي : 
 أفكر بتلك الـ " 30 ثانية " الغريبة التي مرت بحياتي ..!!
شدني حديثها قليلاً : 
ماذا تقصدين بتلك الثواني ..
 
 

أبتسمت لي و أكملت :

لكلاً منا مواقف مميزه بحياته اما صدمه أو فرح أو حزن أو هستيريا أو حُب نمر على محطاتها بشكل ثواني
و تلك الثواني لا تحدث الا بقمه مشاعرنا , قد لا نلاحظها اثناء حدوثها , لكن تبدأ بالوضوح لاحقا
كـ السراب ..

حينما نجلس على اريكة و نحتسي القهوه أو حتى مشهداً من فلم غجري قد يتضح من خلالها ذلك السراب 
أو بالأصح يذكرنآ به..
حيث نجد أننا كنا بقمة غبآئنا أو بقمة حظنا ..

ما يحدث بتلك الثواني هو الحقيقة الفعليه للحدث , و عندما تدقُ نهاية تلك الثواني , يبدأ دورنا في نسج ردة الفعل
التي دائماً ما تكون ساذجه جداً , أو ردة فعل خاطئة ..

لذلك يا صديقتي دائماً ما نتخذ قرارات خاطئة نبكي دماً بعدها , او يُسعفنا الحظ لنكون أذكياء بأختيار ردة الفعل الصحيحه ..
في حياتي الكثير من تلك الثواني التي حقاً اتمنى أن أجد وقت الفراغ كـ فراغكِ للكتابة أو التكلم عنها ..

فتحتُ دفتري الذي كنت أحتضنه و بدأت بالكتابة ..
نزعت ذلك الدفتر لتتصفح ما كتبت و قالت بأستغراب
نصف أستواء ؟!!

انا : 
نعم ,, هذا الأسم الذي يُناسبك و يناسب تلك الثواني التي تريدين أن تتفرغي للكتابة عنها ..
 
هي ببعضاً من الانزعاج : 
و لماذا يناسبني ؟؟
 
..: لأنك الشخص الوحيد الذي اعرفه تجمع شخصيته بين الجنون والعقل , حينما تتكلمين فأن هذه الصفتان تجتمع في آنً واحد بكِ .
هي بأستهزاء
أيجب أن أعتبره مديحاً ؟؟
 
رفعت أصبعي عليها : 
لا لا لا ياعزيزتي , أياكي أن تفسري حديثي كما شئتي , انا لا أمدح و لا أذم , يجب علينا ان نتخذ
تعليقات الاخرين التي تخصنآ مجرد وصف لما يرونه بنآ كي لآ نُستغل ..

هي بأستغراب
اذاً أنتي تصفيني ؟؟
وضعتُ يدي على كتفها : 
انا لآ أصفكِ فقط , بل قررتُ أن أكتبك ..
 
ترتشف بعضاً من قهوتها تاره وتنفخ في كوبها تاره و كأنها تبحث عن سؤال او ربمآ تعاود مطارحة افكارها الغرام ..
 
..: لماذا انتي مهووسه بالكتابة ؟؟
..: لستُ مهووسه بالكتابة , بل مهووسه بمحاربة من يكرهون كتاباتي ..
 
..: أيوجد مثل هؤلاء الاشخاص بحياتكِ ..؟؟
..: نعم .. لذلك أعشق قلمي , فالكاتب حينما يُحارب تأكدي بأنه يكتب الحقيقة التي يكرهها مُجتمعه ..
..: اذاً أكتبيني كـ حقيقتي و كـ خيالي ..
 
..: سـ أكتبكِ ليكرهك قُرائي , و سـ أكتب خيآلي لأكره وآقعي .. 
وقفت و وضعت يدي على رأسها و قلت : تذكري أن تحتفظي بثوآنيكِ لي ..

و رحلت ..!!

و اذا بصراخها : و تذكري أن تُريني ذلك الكُره ..
 
 
 
 
 
هكذآ بدأت صفحآت " نصف أستواء " ..
 و صفحتي معكِ ..




#2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق